''الحرقة'': أوروبا.. أو دونها الموت
العشرات من الجثث يلفضها البحر بشكل شبه يومي لشبان اختاروا أن يضحّوا بحياتهم من أجل تحقيق حلمهم بالهجرة إلى ''الجنة الأوروبية'' حسب اعتقادهم، ولكن هذه المآسي التي يتعرّض لها المهاجرون السريون في عرض البحر لم تثن الآلاف من الشبان التونسين على المضي قدما في الهجرة وان كلّفهم ذلك حياتهم...
يوميا تبحر قوارب الموت بإتجاه السواحل الإيطالية خصوصا حاملة على متنها العشرات من الشبان الحالمين بغد أفضل في بلاد الإلدورادو الأوروبي، فضلا عن العديد من عمليات الهجرة السرية التي تحبطها الوحدات العسكرية وحرس البحر في المياه الإقليمية...
الظاهرة ليست جديدة ولكنّها تكثّفت خلال السنوات الأخيرة بسبب العديد من العوامل المعقّدة والمتشعّبة...
الراغبون في الهجرة بطريقة غير شرعية يتحدّثون عن غياب الآفاق وانعدام فرص العمل أمام الشباب ويعتقدون أنّهم سيجدون على الضفّة الأخرى من المتوسّط ما لم يجدوه في بلدهم الأم، دون أن تكون لهم أي ضمانات بدء من ضمان الوصول سالمين إلى السواحل الأوروبية.
ظاهرة الهجرة غير الشرعية لا تقتصر على الشباب العاطلين عن العمل ومن يواجهون مصاعب مالية بل انّ العديد من ''الحارقين'' هم من المرفهين ماديا نسبيا ومن حاملي الشهائد العليا، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول الدوافع، غير المادية، التي يمكن أن تدفع شبانا في عمر الزهور نحو المجهول وأحيان بتشجيع من أسرهم.
ويعتبر العديدون أنّ الحرقة دوافعها مادية بالأساس، وأنّ للشبان والشابات ما يكفي من الدوافع للمخاطرة بحياتهم والإقدام على تجربة مجهولة العواقب.
بعض الشبان يتحمّسون للهجرة أسوة ببعض أصدقائهم الذين هاجروا سرّا عبر البحر وتمكّنوا بعد سنوات من الغربة من تحقيق رغد العيش، رغم أنّ العديد ممن ابحروا خلسة نحوا ايطاليا تتلقفهم العصابات لتجعل منهم مجرمين محترفين دون أن تترك لهم أي خيار.
حلقة برنامج فوروم يوم أمس الثلاثاء 25 أكتوبر 2017 تطرّقت إلى موضوع الحرقة، وقدّم عدد من الشبان ومن المتدخلين شهاداتهم ومواقفهم من الهجرة غير النظامية والأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، استمع للحلقة: